أصدرت “الشبكة الدولية للشباب من أجل الإعلان العالمي لحقوق البشرية” إعلانًا بمناسبة انعقاد مؤتمر الأطراف الثلاثين في بيلم بالبرازيل (COP30)، افتتحته بالإشارة إلى أن “الشبكة الدولية هي صوت ملتزم وقوي للشباب العالمي، وهي مجموعة عابرة للحدود الوطنية من الشباب، تمثل جميع قارات العالم وثقافاته وحضاراته وأديانه، وتعمل معًا لتعزيز مبادئ الإعلان العالمي لحقوق البشرية، والدفاع عن الحقوق الأساسية للبشرية، وتقديم رؤية أخلاقية وتضامنية ومستدامة لنظامنا البيئي العالمي”.
وأوضحت الشبكة أن “الإعلان العالمي لحقوق البشرية هو أساسها المشترك الذي تحمله القيم الأخلاقية، وهذا الأساس المشترك، الذي يعكس التزامها الثابت بمبادئ الإعلان العالمي لحقوق البشرية، يوجه التزامها”، مضيفة أن “هذه المبادئ تشكل أساس رؤيتها لعالم تكون فيه كرامة الإنسان، والحفاظ على الحياة، وحماية التنوع البيولوجي، والتضامن بين الأجيال في صميم السياسات العامة التي تشكل أساس نضال الشباب”.
وشددت الشبكة على أن “حقوق وواجبات الإنسانية مترابطة لا تتجزأ”، مؤكدة “التزامها الثابت بالحقوق والواجبات المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق البشرية، إذ إن كل حق ينطوي على مسؤولية، وكل جيل عليه واجب الحفاظ على ظروف المعيشة للأجيال القادمة”.
وبعدما ذكّرت الهيئة ذاتها بأن “التقاعس عن اتخاذ إجراءات بشأن تغير المناخ هو ظلم في حق الأجيال القادمة” أعربت عن “قلقها البالغ إزاء عدم اتخاذ إجراءات والتأخير المتراكم في تحقيق الأهداف المناخية على وجه الخصوص وأهداف التنمية المستدامة بشكل عام، بل إن بعض الديناميات الوطنية تتعارض مع الطموحات العالمية، ما يعرض المصير المشترك كبشرية للخطر”.
وسجلت الشبكة الدولية للشباب من أجل الإعلان العالمي لحقوق البشرية أن “التنوع البيولوجي في خطر”، معربة عن “قلقها من التدهور المستمر للتنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية الحية”، ومنبهة إلى أن “هذا الواقع يؤثر على التوازنات الطبيعية والثقافات المحلية وظروف معيشة ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم”.
كما أكدت الجهة نفسها أنه “يجب ألا تطغى الأزمات العالمية والحروب على أزمة المناخ”، معبرة عن “قلقها إزاء الأزمات الجيوسياسية والاقتصادية والعودة غير المسؤولة سياسياً وإنسانياً إلى سباق التسلح، ما قد يؤدي إلى إهمال أزمة المناخ”، ومشددة على أن “مكافحة تغير المناخ يجب أن تظل أولوية قصوى”.
وأبرزت الشبكة أن “الأمازون رمز للأمل”، مجددة “ثقتها في مؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30) المنعقد في البرازيل، موطن الأمازون، الذي يعد ثروة لا تقدر بثمن بالنسبة للبيئة العالمية”، وداعية إلى “حماية هذه المنطقة وتقديرها باعتبارها ملكية مشتركة للبشرية، مع الالتزام بالمعارف التقليدية للسكان الأصليين”.
ونبهت الهيئة ذاتها إلى أن “المسؤولية تجاه الأجيال القادمة هي واجب أخلاقي”، داعية “الوفود الحكومية وغير الحكومية إلى أن تضع في اعتبارها وتدافع عن مصالح الأجيال الحالية والقادمة، من خلال العمل على التوفيق بين المتطلبات الاقتصادية والاجتماعية والجيوسياسية وضرورة تهيئة الظروف الملائمة لنجاح التحول المناخي والمجتمعي”.
وأكدت الجهة ذاتها أن “تمويل التحول هو شرط للعدالة”، ودعت “الأطراف المعنية في مؤتمر الأطراف الثلاثين إلى إيجاد حلول ملموسة لتمويل التحول المناخي، ولاسيما في البلدان ذات الدخل المنخفض أو المتوسط، حيث يتطلب العجز في التمويل حشداً دولياً قوياً ومتضامناً”.
كما شددت الشبكة على أنه “يجب أن يكون الانتقال البيئي عادلاً وشاملاً”، مبرزة أهمية أن “يتيح هذا الانتقال في الوقت نفسه القضاء على الفقر المدقع في العالم”، وموردة أن “العدالة الاجتماعية شرط أساسي لتحقيق العدالة المناخية”.
وتابعت الشبكة الدولية للشباب من أجل الإعلان العالمي لحقوق البشرية بالتأكيد على أن “التضامن الدولي هو رافعة لا غنى عنها”، وأوصت بـ”إعطاء دفعة جديدة للتضامن والتعاون الدوليين، اللذين يشكلان ركائز أساسية لنجاح الانتقال المناخي وضمان السلام”، كما أفادت بأنه “يجب إيلاء اهتمام خاص لأفريقيا، القارة الأقل تلويثًا ولكنها الأكثر تضررًا من الآثار المختلفة لتغير المناخ”، معتبرة أن “أفريقيا يجب أن تكون أولوية إستراتيجية في مكافحة تغير المناخ”، وداعية في هذا الإطار إلى “الاعتراف بخصوصياتها الحضارية ومكانتها المركزية في التوازنات البيئية والديموغرافية والاقتصادية والجيوستراتيجية العالمية”.
وأضافت الهيئة ذاتها أنه “يجب إشراك شباب العالم في اتخاذ القرارات، لا أن يكونوا مجرد متفرجين أو رموزًا شكلية”، مؤكدة “ضرورة إشراك الشباب في تصميم وتنفيذ خطط الانتقال بطريقة فعالة وذات معنى”، وزادت أن “الشباب حول العالم يتولون بالفعل قيادة ومسؤوليات في التحول المناخي ولديهم مدخلات قيمة يجب أن تُسمع في فضاءات اتخاذ القرار المتعلقة بالمستقبل”.
وأبرزت الشبكة أن “الابتكار حليف للانتقال المناخي”، داعية إلى “دمج أكبر، لكنه مسؤول، للابتكار والتكنولوجيا في التفكير البيئي”، مع “الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي لتصميم حلول مستدامة ومتاحة”، ومبرزة أن “الحلول التقنية يجب أن تُطوَّر وتُشارك لصالح البشرية جمعاء لا لتحقيق الأرباح”.
وختمت الشبكة إعلانها بالتأكيد على أن “التزامنا كشباب عالمي تجاه الحياة والتنوع البيولوجي هو التزام كامل”، معلنة “استعدادنا للمساهمة بنشاط في الدفاع عن الأجندة المناخية الدولية، من خلال دعوة صارمة وواضحة وإجراءات ملموسة على جميع المستويات لخدمة إنسانية مزدهرة ومتضامنة وتحترم الكوكب”، ومؤكدة أن “الشباب سيظلون مجندين للحفاظ على الموارد المشتركة للبشرية”.
The post دعوة لجعل المناخ أولوية عالمية appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.





