يعد داء السكري من النوع الثاني والكبد الدهني وجهين لعملة واحدة؛ حيث إن كلا المرضين يعززان ويفاقمان بعضهما البعض.
وأوضحت الجمعية الألمانية لأمراض الجهاز الهضمي والتمثيل الغذائي أن داء السكري من النوع الثاني يرتبط باضطرابات أيضية مختلفة، والتي قد تُسهم أيضا في تطور مرض الكبد الدهني.
مقاومة الأنسولين
وأضافت الجمعية أن مقاومة الأنسولين تكتسب أهمية خاصة؛ ففي داء السكري من النوع الثاني تكون الخلايا غير حساسة للأنسولين المسؤول عن مساعدة خلايا العضلات والكبد والدهون على امتصاص السكر من الدم. ومع ذلك، إذا حالت مقاومة الأنسولين دون عملها، فإن مستويات السكر في الدم تبقى مرتفعة بشكل دائم.
وللتغلب على ذلك، يُنتج البنكرياس المزيد من الأنسولين؛ الأمر الذي لا يُفاقم مقاومة الأنسولين فحسب، بل يُلحق الضرر بالكبد أيضا. ويُعزز الأنسولين تكوين أحماض دهنية جديدة في الكبد، ويُثبط في الوقت نفسه تكسير الدهون (تحلل الدهون)؛ مما يؤدي إلى تخزين المزيد من الدهون في خلايا الكبد.
السمنة كسبب مشترك
وتكون السمنة غالبا هي السبب المشترك، خاصةً عند اقترانها بتراكم الدهون في منطقة البطن؛ حيث تُطلق دهون البطن كميات كبيرة من الأحماض الدهنية الحرة، خاصةً عندما لا تستجيب الأنسجة الدهنية للأنسولين بشكل طبيعي. وتدخل هذه الأحماض الدهنية الحرة إلى الكبد عبر الدم وتُخزن فيه؛ مما يُلحق الضرر به.
ويؤدي تراكم الدهون إلى زيادة مقاومة خلايا الكبد للأنسولين وعدم قدرتها على أداء وظائفها الأيضية بشكل صحيح. ونتيجةً لذلك، لا يعود الكبد قادرا على التحكم بفعالية في كمية السكر، التي يُنتجها أو يُخزنها. ونتيجةً لذلك، ترتفع مستويات السكر في الدم، مما يزيد من كمية الأنسولين في الدم (فرط الأنسولين في الدم). وبذلك، يدخل الجسم في حلقة مفرغة.
وأشارت الجمعية إلى أن الحالتين تتطلبان علاجا محددا، والذي يتكون عادةً من إجراءات عديدة، وذلك اعتمادا على شدة الحالة المرضية، وكذلك الحالة الصحية العامة للمريض، بالإضافة إلى عوامل فردية أخرى.
نمط حياة صحي
وبشكل عام، يُعد اتباع نمط حياة صحي أمرا بالغ الأهمية لإدارة كل من داء السكري من النوع الثاني ومرض الكبد الدهني، وذلك على النحو التالي:
ـ فقدان الدهون الزائدة في الجسم: إذا كان الكبد قد خزّن بالفعل الكثير من الدهون، فمن المستحسن فقدان ما لا يقل عن خمسة في المائة من الوزن الحالي لمواجهة التنكس الدهني وخفض إنزيمات الكبد. وفي حالات التندب المبكر، يوصي الأطباء بفقدان ما لا يقل عن عشرة في المائة من الوزن.
ـ نظام غذائي صحي: يمتاز بأنه متوازن وغير عالي السعرات الحرارية، ويُفضل اتباع النظام الغذائي لدول البحر الأبيض المتوسط؛ حيث إنه غني بالخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة والأسماك والبقوليات، بالإضافة إلى الدهون النباتية مثل زيت الزيتون.
ـ المواظبة على ممارسة الرياضة: مثل المشي السريع أو ركوب الدراجات أو السباحة، مع مراعاة ممارستها لمدة ثلاث ساعات على الأقل أسبوعيا.
ـ الإقلاع عن التدخين والخمر؛ حيث يُرهق الكحول الكبد ويُعيق تعافيه، كما أن التدخين يضر أيضا بالأعضاء.
The post ما علاقة السكري من النوع الثاني بالكبد الدهني؟ appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.





