يتواصل مسلسل إغلاق المسبح البلدي الوحيد بمدينة وزان، ليحرم الأطفال والشباب والفئات الهشة من متنفس آمن للترفيه، على الرغم من الوعود المتكررة بفتحه؛ ما جعله مثار نقاشات وتساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء هذا التأخر.
ويبدو أن محمد الهلاوي، رئيس الجماعة الترابية لمدينة وزان، قد أخلف وعده بعدما صرّح، لجريدة هسبريس في مادة سابقة، بأن المسبح سيفتح أبوابه أمام العموم خلال الأيام القليلة المقبلة وفي أجل لا يتجاوز أسبوعا؛ وهو ما لم يتحقق ما زاد من منسوب الاستياء وسط الساكنة التي ظلت تنتظر إعادة تأهيل هذا الفضاء الحيوي.
وأثارت برمجة أشغال الصيانة في عز الصيف استغرابا، إذ حُرم المواطنون من المتنفس الوحيد في فترة تتسم بارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة. وقد دفع هذا الوضع العديد من الأطفال والمراهقين إلى ارتياد أماكن خطيرة؛ مثل السدود والوديان والبحيرات، حيث تتكرر حوادث الغرق المأساوية كل صيف.
وأشارت معطيات حصلت عليها هسبريس إلى أن المسبح لم يخضع، منذ عقود، لأية عملية صيانة شاملة؛ ما جعله يفتقر إلى معايير السلامة الأساسية، خصوصا فيما يتعلق بأنظمة المعالجة والتنقية المعطلة منذ سنوات. كما يواجه المرفق ذاته تحديات مرتبطة بالأزمة المائية، بحكم استهلاكه كميات كبيرة من المياه بتغييرها مرات عديدة أسبوعيا؛ وهو أمر غير مقبول في ظل موجة الجفاف.
وعلى الرغم من إعلان المجلس الجماعي عن عزمه اعتماد التسيير الذاتي لهذا الموسم بهدف تمكين الساكنة من الاستفادة من المسبح مؤقتا، فإن الغموض يظل يلف مصيره، في ظل مطالب متجددة بتشييد مسابح عمومية جديدة لتجاوز الأزمات الموسمية وضمان فضاءات آمنة وميسورة التكلفة تخفف عن الأسر المعوزة أعباء التنقل إلى المدن الساحلية وتحمي أبناءها من مخاطر السباحة العشوائية.
وفي هذا السياق، قال أنور أعراب، فاعل مدني بوزان، إنه اطلع، بتاريخ فاتح غشت الجاري، على تدوينات تفيد بأن المسبح البلدي جاهز لاستقبال الساكنة؛ لكن لم يتقدم أحد لكرائه، ما دفعه إلى اتخاذ المبادرة.
وأضاف أعراب، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: “توجهت إلى مكتب الجبايات لإنهاء الإجراءات القانونية، فأخبروني أن دفتر التحملات المتوفر لا يغطي سوى مدة شهر واحد. رغم ذلك، أكدت أنني مستعد للكراء من أجل أطفال المدينة، ولو لشهر فقط؛ غير أنني فوجئت بإحالتي على مكتب الرئيس الذي أخبرني بضرورة استشارة عمالة وزان”.
وتابع المتحدث ذاته: “قمت بمعاينة المسبح، فصدمت لكون 90 في المائة من الأشغال غير منتهية؛ من المقهى إلى المرافق الصحية والحديقة والمدخل، جميعها كانت في طور الإنجاز. وبعد ثلاثة أيام، أخبرني رئيس المجلس بأن العمالة لم توافق على عملية الكراء بسبب عدم استكمال الأشغال، وأن الموعد المرتقب سيكون بداية شهر أكتوبر”.
وختم الفاعل المدني بوزان تصريحه بالقول: “رغم كل المحاولات، فإن جهودي باءت بالفشل. كنت أتمنى أن يجد أبناء المدينة متنفسا هذا الصيف؛ لكنني عدت بخيبة أمل، مثلما عادت بها الساكنة التي قضت صيفا حارا غير مسبوق”.
The post الإغلاق يلازم المسبح البلدي بوزان appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.





