معارضة بوتسوانا تدعم مغربية الصحراء

يتواصل الغموض في الموقف الرسمي لجمهورية بوتسوانا من قضية الصحراء المغربية، رغم بروز مواقف سياسية جديدة داخل البلاد تميل إلى دعم سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وعلى رأسها التصريحات الأخيرة لزعيم حزب الجبهة الوطنية البوتسوانية، ميفاتو ريجي ريتايل، الذي أعلن بشكل صريح دعمه مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007، مشيرا إلى أنها تشكل “الحل الواقعي والعملي” للنزاع الإقليمي المفتعل.

وأوضح ريتايل، في تصريح خص به جريدة هسبريس بالإنجليزية، أن موقفه الجديد “نابع من مضامين قرار مجلس الأمن الدولي الأخير بشأن الصحراء، الذي جدد التأكيد على دعم الحل السياسي المتفاوض بشأنه على أساس مبادرة الحكم الذاتي المغربية”، مضيفا: “لسنا مطالبين بتوريث قناعات لم تعد تخدم مصالحنا، فالمطلوب اليوم هو أن تكون السياسة الإفريقية جد تقدّمية وبعيدة النظر”.

وشدد المسؤول الحزبي ذاته على ضرورة أن تكون السياسة الإفريقية “تقدّمية وتنظر إلى المستقبل”، موردا أن موقفه الذي عبّر عنه في بيان صحافي لقي ترحيبا واسعا في الأوساط السياسية، وأنه يعتزم طرح القضية على برلمان بوتسوانا لمناقشتها.

ويُعدّ هذا الموقف تحولا تاريخيا وخروجا استثنائيا عن التوجه التقليدي للدبلوماسية البوتسوانية، التي حافظت تاريخيا على علاقات مع جبهة “البوليساريو” الانفصالية، مع اعترافها بـ”الجمهورية الوهمية”، وهو الموقف الذي يحيل على تبني مقاربة جديدة في منطقة إفريقيا الجنوبية نحو مراجعة مواقفها السابقة من النزاع.

وكانت بوتسوانا اعترفت بما تسمى “الجمهورية الصحراوية”، غير أن انفتاح الرباط الدبلوماسي في المنطقة الجنوبية من القارة توسّع خلال السنوات الأخيرة، مدعوما ببعثات تجارية وشراكات في مجالات الطاقة المتجددة وإنتاج الأسمدة.

كما دعمت بوتسوانا علنا عودة المغرب إلى منظمة الاتحاد الإفريقي سنة 2016، إذ تحدث مسؤولون منها آنذاك عن مناقشات جرت مع نظرائهم المغاربة لتعزيز التعاون الثنائي بين الدولتين.

وخلال جلسة حديثة للجنة السلم والأمن بالبرلمان الإفريقي دعت البرلمانية المغربية هناء بنخيار المؤسسات الإفريقية إلى التوافق مع قرار مجلس الأمن رقم 2797، باعتباره “خطوة حاسمة نحو تسوية عادلة ودائمة للنزاع المفتعل”.

وتأتي تصريحات ميفاتو ريجي ريتايل، رئيس حزب الجبهة الوطنية البوتسوانية، في إطار اتجاه إقليمي وقاري تدريجي تشهده إفريقيا الجنوبية، إذ أعربت عدة دول، من بينها زامبيا وإسواتيني وملاوي، عن دعمها مخطط الحكم الذاتي المغربي أو افتتحت قنصليات في مدينتي العيون والداخلة.

حري بالذكر أن حزب الجبهة الوطنية البتسوانية تأسس سنة 2019 على يد الرئيس الأسبق إيان خاما، ويصنف من الأحزاب المعارضة الصغيرة ذات التأثير المحدود، لكن ذات الحضور الرمزي المهم في المشهد السياسي المحلي، خاصة في منطقة سيروي، معقل الرئيس السابق.

The post معارضة بوتسوانا تدعم مغربية الصحراء appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.

 

Leave a Reply

Deine E-Mail-Adresse wird nicht veröffentlicht. Erforderliche Felder sind mit * markiert