أدانت دول عربية ومنظمات إقليمية العملية العسكرية الموسعة التي أطلقها الجيش الإسرائيلي فجر الثلاثاء، وتشمل توغلا بريا وقصفا عنيفا للسيطرة على مدينة غزة، مؤكدة أنها تعد “امتدادا لحرب الإبادة الجماعية” في حق الشعب الفلسطيني و”انتهاكاً سافراً” للقانون الدولي.
وحذر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، في بيان الأربعاء، “من تبعات خطيرة لتوسيع الاحتلال الإسرائيلي هجومه البري على مدينة غزة”، مشدداً على أن “الهجوم يُمثل حلقة جديدة شديدة الخطورة في مسلسل الإبادة الجماعية الذي تباشره إسرائيل منذ عامين في غزة”.
وأدان أبو الغيط عجز المجتمع الدولي عن كبح إسرائيل، منددًا بمساعيها لدفع الفلسطينيين إلى مغادرة وطنهم عبر القتل والتجويع.
كما أدان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، في بيان الأربعاء، التوغل “الوحشي” الذي تنفذه القوات الإسرائيلية في قطاع غزة، وما رافقه من “جرائم مروعة” في حق الشعب الفلسطيني.
وحذر البديوي من أن صمت وتقاعس المجتمع الدولي عن القيام بمسؤولياته يشجع إسرائيل على التمادي في ممارساتها، داعياً إلى تحرك دولي فوري وفاعل “لوقف هذه الانتهاكات وفرض المساءلة على مرتكبي هذه الجرائم أمام المحاكم الدولية”.
وذكرت وزارة الخارجية السعودية، في بيان الأربعاء: “تعرب وزارة الخارجية عن إدانة المملكة العربية السعودية بأشد العبارات عمليات توغل قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، ومواصلتها ارتكاب الجرائم في حق الشعب الفلسطيني الشقيق، في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن اتخاذ إجراءات فعلية تضع حداً لهذا النهج الإجرامي القائم على انتهاك القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني”.
وحذرت السعودية من خطر استمرار “النهج الإسرائيلي الدموي” ضد قطاع غزة وسكانه، مطالبة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن باتخاذ قرارات فورية لوقف “آلة القتل والتجويع والتهجير الإسرائيلية” ضد الشعب الفلسطيني.
من جانبها أدانت قطر العملية الإسرائيلية الواسعة للسيطرة على مدينة غزة، مشيرة إلى أنها تعد امتدادا لحرب “الإبادة الجماعية” في حق الشعب الفلسطيني الشقيق، و”انتهاكاً سافراً” للقانون الدولي.
وأكدت الخارجية القطرية في بيان اليوم: “تحذر وزارة الخارجية من أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى تقويض فرص السلام في المنطقة، من خلال خطط ممنهجة تشكّل خطراً على السلم والأمن الإقليمي والدولي، بما في ذلك حرب الإبادة الجماعية الوحشية على غزة، وسياساته الاستيطانية والاستعمارية والعنصرية القائمة على منطق الاستعلاء والاعتداء والغدر، ما يتطلب تضامناً دولياً حاسماً لإجباره على الامتثال لقرارات الشرعية الدولية”.
كما أدانت الكويت العملية العسكرية البرية التي شنتها القوات الإسرائيلية، محذرة من استمرار السلوك الإسرائيلي.
وأكدت الخارجية الكويتية، في بيان الأربعاء، على “ضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسؤولياته ووضع حد لهذا العدوان السافر لقوات الاحتلال، والوقف الفوري لسياسات التجويع، والتهجير، والإبادة الجماعية التي تنتهجها حكومة الاحتلال مستهدفةً الشعب الفلسطيني الأعزل”.
وكانت وزارة الخارجية المصرية أكدت الثلاثاء أن بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة غزة يعكس إصرار إسرائيل على ممارسة “سياسة متهورة”، محذرة من أن المنطقة على أعتاب مرحلة جديدة من “الفوضى الشاملة” نتيجة “التهور الإسرائيلي”.
وقالت الخارجية المصرية في بيان: “تحذر مصر من المخاطر الكارثية للعمليات العسكرية الإسرائيلية على المنطقة، وهي على أعتاب مرحلة جديدة من الفوضى الشاملة نتيجة التهور الإسرائيلي والتمادي في الغطرسة بصورة فادحة، ستضر حتما بمصالح كافة الأطراف الإقليمية والدولية دون استثناء”.
وأطلقت إسرائيل، فجر أمس الثلاثاء، عملية عسكرية مكثفة في مدينة غزة تشمل توغلا بريا وقصفا عنيفا، قائلة إن الهدف من العملية هو السيطرة على غزة والقضاء على حركة “حماس”.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، عبر منصة “إكس” في وقت سابق، إن “غزة تحترق”، مضيفا أن الجيش الإسرائيلي “يضرب البنى التحتية للإرهاب بقبضة من حديد، وجنوده يقاتلون بشجاعة لتهيئة الظروف لإطلاق سراح الرهائن وهزيمة حماس”، وزاد: “لن نلين ولن نتراجع – حتى تكتمل المهمة”.
وجاء الهجوم الإسرائيلي المكثف على غزة غداة زيارة لوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى إسرائيل، أكد خلالها دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، كما حذّر حركة “حماس” من أن أمامها “أياما قليلة فقط” للموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
وأصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرات بإخلاء مدينة غزة، في ظل تحذيرات من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” بأنه لا يوجد ملاذ آمن للنازحين من المدينة.
واتهم تقرير أممي السلطات الإسرائيلية بارتكاب “إبادة جماعية” في قطاع غزة، منذ بدء الحرب الموسعة على القطاع في أعقاب هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر 2023.
وقال التقرير الأممي إن الرئيس إسحاق هرتسوغ، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، حرضوا على ارتكاب “إبادة جماعية” في غزة، فيما وصفت إسرائيل التقرير الأممي بأنه “كاذب ويعتمد على روايات حماس”.
يذكر أن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (آي بي سي)، وهو مرصد عالمي لمراقبة الجوع، أعلن في 22 غشت الماضي أن مدينة غزة والمناطق المحيطة بها تعاني من مجاعة ستمتد على الأرجح إلى مناطق أخرى بقطاع غزة خلال وقت قصير، فيما وصفت إسرائيل هذا التقرير بأنه “كاذب ومعيب”.
وفي 2 مارس الماضي أغلقت إسرائيل معابر غزة أمام دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى القطاع، ما تسبب في تدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية، ما دفع منظمة الصحة العالمية للتحذير من أن سوء التغذية في قطاع غزة بلغ “مستويات تنذر بالخطر”.
واستأنفت إسرائيل قصفها على قطاع غزة يوم 18 مارس الماضي، بعد توقف لنحو شهرين وتحديداً منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار مع حركة “حماس” في 19 يناير، عقب تعثر المحادثات لتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق أو الانتقال للمرحلة الثانية منه.
ومن جهته حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن قطاع غزة يشهد “كارثة إنسانية”، فيما أكدت وزارة الخارجية الروسية ضرورة إنهاء الحرب في غزة وإطلاق مفاوضات فلسطينية إسرائيلية تهدف إلى تحقيق حل الدولتين بإقامة دولة فلسطينية مستقلة تتعايش بسلام وأمن مع إسرائيل.
The post إدانات عربية ودولية للهجوم البري على غزة وسط تحذيرات من كارثة إنسانية appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.





