أطباء الصين يثمنون حصيلة نصف قرن من الشراكة الصحية مع المغرب

يصادف هذا العام الذكرى الخمسين لإرسال أول بعثة طبية صينية إلى المملكة المغربية، وهو الحدث الذي احتُفي به نهاية الأسبوع الماضي في فعالية أقيمت بقصر المؤتمرات في مدينة شنغهاي تحت شعار “قلوب متحدة من الجبال والبحار، محبة عظيمة بلا حدود”، احتفالا بإرسال 197 بعثة طبية صينية إلى المغرب منذ سنة 1975، ضمنها أكثر من 2000 من الكوادر الطبية، تمكنت طيلة هذه المدة من تقديم خدمات طبية وعلاجية لأزيد من 6.7 ملايين مريض بمختلف مستشفيات المغرب.

وبهذه المناسبة، قال الدكتور تشانغ بايجن، أول قائد للفريق الطبي الصيني في المغرب طبيب بمستشفى “رينجي” التابع لكلية الطب بجامعة “شنغهاي جياو تونغ”، إن “تجربة العمل الطبي في المغرب كانت من أهم الذكريات في حياتي، وعند عودتي من هذا البلد في مارس الماضي التقيت بممرضة كانت تعمل معي منذ أول دفعة”.

ولفت الانتباه إلى أن “المؤسسات الطبية المغربية تغيّرت كثيرا مقارنة بما كانت عليه قبل 50 عاما، حيث أصبحت تضم المزيد من الأطباء والممرضين ووسائل النقل الصحية”، مشددا على أن “العمل الطبي القادم في المغرب يحتاج إلى تغيير في الفلسفة؛ إذ يجب على الأطباء ألا يقتصر دورهم على تقديم الخدمات الطبية فقط، بل المساعدة في رفع مستوى الكوادر المحلية والمساهمة أكثر في التبادل الأكاديمي”.

من جانبها، قالت لي جوان، نائبة مدير الإدارة الدولية للجنة الوطنية للصحة في الصين، إن “الفرق الطبية الصينية، خلال 50 عاما، قدمت خدمات لأكثر من 6.7 ملايين مريض في المغرب، كما تبرعت بالمعدات الطبية للمستشفيات المستفيدة، وساهمت في تأسيس إجراءات علاجية منظمة، ونفذت برامج تدريب على التقنيات الطبية المناسبة لتعزيز الوصول إلى الخدمات الصحية واستدامتها”، موضحة أن “الخطوة المقبلة ستكون التعاون مع المغرب لتنفيذ مبادرة الشراكة الصحية في إطار منتدى التعاون الصيني-الأفريقي 2024 ومبادرة العمل الصحي المشترك للقمة الصينية-العربية، لتعميق التعاون الصحي بين البلدين”.

وفي الفعالية ذاتها، جرت مراسيم الاحتفال بأعضاء الدفعة 198 من الفرق الطبية الصينية إلى المغرب، التي ستصل في أكتوبر المقبل، وأكد الدكتور ما جيانفا، رئيس الدفعة مدير مكتب اتحاد الأطباء بمدينة “شنغهاي”، أن “مراسيم الانطلاق اليوم تجعلني أشعر بعظمة المسؤولية. سنواصل إرث نصف قرن من العطاء الطبي، عبر مشاريع مثل برنامج النور، ومشروع فحص اضطرابات السمع الخلقية، وتعزيز خدمات الطب الصيني التقليدي، لنقدم المهارة الطبية كجسر للصداقة”.

من جهته، قال تشانغ و، طبيب متخصص في جراحة العظام أحد أعضاء الوفد، إن “هناك عددا كبيرا من مرضى القدم السكري في المغرب وحالات الحروق شائعة أيضا، ويرجع ذلك إلى العادات الغذائية والبيئة المعيشية المحلية، وبالتالي سنستفيد من خبرتنا لتقديم خدمات طبية عالية الجودة للسكان المحليين”.

وفي لقاء له مع أطباء صينيين سبق لهم أن اشتغلوا في المستشفيات المغربية، أبرز تشن جينينغ، سكرتير الحزب الشيوعي الصيني في مقاطعة “شنغهاي”، أن “أعضاء الفرق الطبية الصينية الذين يقدمون الدعم الطبي للمغرب بعيدون عن وطنهم وأحبائهم، وقد تغلبوا على العديد من الصعوبات، وقدموا العلاج للمرضى المحليين بأخلاق طبية رفيعة ومهارات طبية بارعة، مكتسبين بذلك التقدير والاحترام والثقة”.

وأضاف أن “هذا العمل استمر لمدة 50 عاما، وقد تم تناقل المهمة من دفعة إلى أخرى، وهو أمر ليس سهلا على الإطلاق، بل يستحق الإعجاب والفخر”، موضحا أن “هؤلاء الأطباء يجسدون بشكل حي روح الفرق الطبية الصينية التي تتميز بعدم الخوف من المشقات والاستعداد للتضحية من أجل إنقاذ الأرواح”.

The post أطباء الصين يثمنون حصيلة نصف قرن من الشراكة الصحية مع المغرب appeared first on Hespress – هسبريس جريدة إلكترونية مغربية.

 

Leave a Reply

Deine E-Mail-Adresse wird nicht veröffentlicht. Erforderliche Felder sind mit * markiert